recent
أخبار ساخنة

الوسواس القهري: الأسباب وطرق العلاج

الوسواس القهري: الأسباب والحلول | وهلة

الوسواس القهري: الأسباب والحلول

لا يزال الوسواس القهري يشكل كابوسًا لدى الإنسان...

الوسواس القهري: الأسباب والحلول

لا يزال الوسواس القهري يشكل كابوسا لدى الإنسان لأنه يجعله رهينة لأفكاره وهواجسه الضلالية الوهمية والتى تدفعه بشكل قهري لتنفيذها، فلما يعد الوسواس القهري كابوسا بالنسبة للإنسان؟ ولِما يسيطر عليه؟


كابوس الوسواس القهري
كابوس الوسواس القهري 

ما هو الوسواس القهري

هو مجموعة من الهواجس الفكرية المظلمة القهرية والأفكار السلبية، والتي تعد أفكارا وهواجس وهمية ليس لها صلة بالواقع، تدفع الإنسان إلى الشعور بالتوتر الشديد والخوف المفرط مما ينعكس على أفعاله وسلوكياته، ويجعله غير قادر على اتخاذ قراراته وتحديد ما يريد فعله لتأثيرها الشديد عليه لأنها تجبره على سماع تلك الأفكار فيقوم بتنفيذها ليتمكن من تقليل تأثيرها عليه، والوسواس القهري يعد من الاضطرابات السلوكية والوجدانية حيث يكمن في وجدان وشعور الإنسان، نابع من شعور عميق للغاية لا يستطيع التحكم فيه والسيطرة عليه لدرجة أنه يفقده زمام الأمور.

ما هي أسباب الوسواس القهري

إلى وقتنا هذا لم يكشف عن السبب الأساسي بعد ولكن  أعرب الكثير من العلماء عن احتمالية وجود العديد من الأسباب التي قد يكون لها صلة وثيقة بالوسواس القهري، وتتمثل في العوامل البيولوجية في الجسم أو عوامل وراثية أو عوامل بيئية وأيضا عوامل اجتماعية وقد تزيد هذه العوامل من حدة هذا المرض:

العوامل البيولوجية 

والتى ترجع إلى وجود خلل في كيمياء المخ والجسم بشكل عام نتيجة زيادة أو قلة معدل نشاط الإفرازات أو عضو عن المعدل الطبيعي، ويتمحور السبب الرئيسي للوسواس القهري في كيمياء المخ والذي ينتج عنه حدوث اضطرابات في وظائف المخ الحيوية، حيث يتكون المخ من ثلاث مناطق كل منطقة مسؤولة عن وظيفة محددة، فحدوث خلل في إحدى المناطق قد ينتج عنه اضطرابات عقلية وسلوكية أيضا وتتمثل تلك في :


منطقة الجبهة القشرية الأمامية للمخ "orbitofrontal cartex" وهي المنطقة المسؤولة عن إنتاج الأفكار والهواجس الفكرية والتخيلات في المخ، وحدوث خلل بها يؤدي إلى زيادة معدل نشاطها أو العكس، حيث تزيد الهواجس الفكرية المضللة والأفكار السوداوية الغير حقيقية والتى تهيمن على عقل الإنسان وتفرض سيطرتها لتنعكس تلك الأفكار على تصرفاته التى تبدو غريبة وغير مألوفة، والذي بدوره يؤدي إلى خلل في وظيفة منطقة القشرة الحزامية.


منطقة القشرة الحزامية أو التلفيف الحزامي للمخ "Cingulate gyrusتعد تلك المنطقة مسؤولة عن تحفيز القلق والتوتر والهلع نتيجة للمؤثرات الخارجية أو حدوث موقف يستدعي ذلك، ولكن عند وجود اضطراب في تلك المنطقة يحدث زيادة في إطلاق النواقل العصبية والهرمونات عن المعدل الطبيعي،  وذلك نتيجة لإضطراب منطقة الجبهة القشرية الأمامية، والتى تتزامن مع أداء منطقة القشرة الحزامية في استجابتها لتلك الأفكار والهواجس.


منطقة النواة الذنبية أو النواة المذنبة "Caudate nucleus " هي المسؤولة عن منطقة الشعور بالراحة والمتعة والسعادة، وتتزامن مع وظيفة منطقة القشرة الحزامية حيث يؤثر على اضطراب وظيفتها نتاج زيادة النشاط عن المعدل الطبيعي، فمنطقة النواة الذنبية هي المسؤولة عن الاستجابة للهواجس والأفكار التى تراود الإنسان ونتيجة لذلك تجعله يستجيب لتلك المؤثرات، مما يدفعه لفعلها ليصل إلى الشعور بالراحة والهدوء.


وتتزامن الثلاث مناطق في ارتفاعها ولكن المشكلة تكمن في منطقة النواة الذنبية التى تحفز نشاط منطقة القشرة الحزامية، مما يحدث خلل في أداء وظيفتها ووظيفة الجبهة القشرية الأمامية.


لفهم كيف تؤثر الأمراض النفسية على الدماغ والجهاز العصبي، أنصحك بقراءة هذا المقال المفصل:

العوامل الوراثية

اعتبر العلماء أن العوامل الوراثية قد تكون من العوامل المحتملة المسببة للوسواس القهري، فربما تعود لحدوث طفرة جينية أو وجود خلل في الجينات وذلك يرجع إلى إصابة أحد من نسل العائلة بالمرض، والذي ينتج عنه مرض وراثي ينتقل من جيل لآخر في سلسلة متتالية.


العوامل الاجتماعية

تساهم العوامل الأجتماعية بشكل كبير على تشكيل شخصياتنا وطريقة تفكيرنا بل أيضا تكمن في سلوكياتنا وطريقة تعاملنا مع أنفسنا والآخرين، فقد تكون نتيجة للأساليب التربوية الخاطئة التى نشأ عليها الإنسان، والتى تتمثل في استخدام أسلوب الضرب، والعنف، والتنمر، والمقارنة بينه وبين الآخرين، والتقليل من شأنه والأهمال، والانفصال، بالإضافة إلى أنها تؤدي إلى حدوث تشوهات نفسية للإنسان مما يولد لديه سلوكيات خاطئة نتاج لتلك الأساليب.


العوامل البيئية والضغوط الحياتية 

في ظل الظروف التى تحدث حولنا بشكل يومي والضغوطات الحياتية التى تزداد بزيادة متطلبات العصر الحالي، وحدوث الأزمات العالمية والصراعات السياسية والأزمات الاقتصادية، والتى تؤثر على الحالة المعيشية للإنسان من حيث زيادة الأسعار للمأكل والمشرب والملبس والمسئوليات والواجبات المفروضة عليه، والتى تزيد من عبء الضغوطات والهموم لديه لتنعكس على حالته النفسية، وكلما زادت الحالة النفسية سوءا كلما كان الإنسان أكثر عُرضة للإصابة بالأمراض النفسية كالوسواس القهري.


إن الضغوط النفسية المستمرة قد تؤدي إلى اضطرابات متعددة، منها الوسواس القهري والاكتئاب، ويمكنك التعمق أكثر من خلال هذا المقال:

ما هي أنواع الوسواس القهري

تتعدد أنواع ومسميات الوسواس القهري والذي يختلف في طريقة العلاج والتشخيص وأيضا الأعراض، وتتمثل تلك الأنواع كالآتي:


الوسواس الفكري 

هو عصف ذهني من الأفكار والهواجس الفكرية الغير حقيقة، حيث تثير لديه الشكوك لتدفعه إلى اعتقاده بأن هناك شئ خاطئ بالرغم من تأكده العديد من المرات مثل تأكده من إغلاق الباب، أو إغلاق صنبور المياه بالرغم من إقفالها، وغيرها من الوسواس الفكرية القهرية التى لا تحصى التى تدفع الإنسان للجنون وفقدانه لثقته بنفسه.


الوسواس الديني أو العقائدي 

وهو شائع، قد يصل بصاحبه إلى إثارة الشكوك حول ممارسة العبادات والشعائر الدينية ويتجلى في إعادة الصلاة أكثر من مرة والوضوء كذلك، كما قد يدفع بالإنسان والعياذ بالله إلى الإلحاد.


الوسواس السلوكي

تنعكس أفكارنا ومعتقدانا على سلوكياتنا وطريقة تفكيرنا، ولكن قد يصل الأمر إلى خطورة كبيرة حين تزداد عن الحد الطبيعي،  فالوسواس السلوكي يشكل متاعب كثير للإنسان لتوهمه بالمرض مثل غسل اليدين باستمرار خشية من الجراثيم، عدم ملامسة الباب، عدم مصافحة الآخرين.


ما هي الطرق العلاجية للوسواس القهري

تتعدد الأساليب والطرق العلاجية حسب نوع المرض ودرجة شدته نظرا لتفاوت الأنواع من حيث الشدة و طريقة العلاج والأعراض، وتتمثل في:


العلاج المعرفي السلوكي

تعد من أهم الطرق العلاجية والتى تساهم بشكل كبير على تحسين أداء المريض، تلك الطريقة يتبعها الكثير من الأطباء، حيث يجعل المريض يواجه هواجسه الفكرية وفعل الأشياء التى تثير جنونه مثل ملامسة سطح المكتب، مصافحة الأشخاص، عدم تكرار فعل الأشياء وغيرها من الضلالات الفكرية التى تستحوذ على عقل الإنسان، ويهدف العلاج المعرفي السلوكي على سيطرة المريض على أفكاره وعدم الاستجابة لها حتى لا تنعكس على سلوكياته.


الجلسات الكهربائية

تعد من الطرق الفعالة التى تساعد على تحسين أداء الإشارات الكهربائية للمخ والعصبية، حيث يوضع على مؤخرة رأس المريض بعد تخديره على قرابة ٢٠ دقيقة بدون شعور بالألم، كما أيضا تستخدم تلك الطريقة في بعض الحالات بمتابعة الطبيب.


تناول العقاقير والأدوية

تعد العقاقير الطبية من أهم الطرق العلاجية والتى تساهم على تقليل تأثير الوسواس القهري بشكل كبير على أداء المريض، حيث توجد في العقاقير مثبطات للحوافز التى تساعد على زيادة شدة المرض حيث تلعب دورا في تثبيط الهرمونات والنواقل العصبية النابعة من المخ.


الفرق بين الوسواس القهري واضطراب الشخصية الوسواسية

إن مرض الوسواس القهري (OCD) واضطراب الشخصية الوسواسية (OCPD) هما اضطرابان يلتقيان في بعض الأعراض والصفات، لكنهما يختلفان في جوانب عدة من السمات والعوامل النفسية المرتبطة بهما.


مرض الوسواس القهري (OCD):
يعرف مرض الوسواس القهري بأنه اضطراب ذهاني وسلوكي يتسم بأفكار وأفعال متكررة ومؤرقة تسمى "الوسواس"، والتي يشعر المريض بأنه يجب عليه القيام بها لتخفيف القلق أو الرهبة. 

وفيما يلي بعض النقاط المهمة لمرض الوسواس القهري:


السلوكيات الوسواسية: يقوم المريض بأفعال يكررها بشكل مستمر، مثل غسل اليدين بشكل مفرط أو فحص الأشياء بلا توقف.

التسبب في القلق: يسبب الوسواس قلقًا شديدًا، وإذا لم يتم القيام بالسلوكيات الوسواسية، يمكن أن يصبح القلق لا يُحتمل.

اضطراب الشخصية الوسواسية (OCPD):
على الجانب الآخر، اضطراب الشخصية الوسواسية هو نمط شخصي يتسم بالتميز والكمالية والتحكم الزائد، وليس لديه الوسواس والأفعال القهرية التي تميز مرض الوسواس القهري. 

هذه بعض النقاط المهمة لاضطراب الشخصية الوسواسية:

 التميز والكمالية: المصاب بـ OCPD يعتبر الأداء الشخصي والمهني بمثابة مصدر للقيمة الذاتية، ويسعى دائمًا للكمال في كل ما يفعله.

التحكم والسيطرة: المريض الذي يعاني من OCPD يميل إلى محاولة السيطرة على الأوضاع والأشخاص من حوله بشكل زائد، ويكون صارما في تنظيم الأمور.

عدم الانفتاح للتغيير: عادة ما يكون المصاب بـ OCPD عنيدًا ولا يقبل التغيير بسهولة، ويتمسك بأساليبه وآرائه بشدة.

باختصار، الفرق الرئيسي بينهما يكمن في طبيعة الاضطراب: مرض الوسواس القهري مرتبط بأفكار وأفعال وسواسية متكررة تثير القلق، في حين أن OCPD يتعلق بنمط شخصي معروف بالتميز والكمالية. 

لا بد من الانتباه إلى هذه الاختلافات لفهم الاضطرابين بشكل صحيح وتقديم العلاج المناسب.

يصاحب الوسواس القهري (OCD قلق غير مبرر وأفكار مُجهدة تُجبر المريض على أداء أفعال معينة للتخفيف من هذا القلق.

في حين اضطراب الشخصية الوسواسية (OCPD): يتعلق بنمط شخصي يتميز بالكمالية والتميز دون وجود وسواس أو أفعال ملحقة بالقلق، إذن هناك تنظيم وسيطرة مفرطين يميزان هذا الاضطراب.

 

يتطلب التعامل مع الوسواس القهري الحذر والعناية الشديدة لحساسية مريض الوسواس القهري، فلا يمكن التهاون به لأنه يشكل عواقب وخيمة في أداء الوظائف العقلية  الحيوية للإنسان، فإذا كنت تعاني من الوسواس القهري فبادر بالمسارعة في الذهاب للطبيب المختص. 

المراجع والمصادر

google-playkhamsatmostaqltradent