recent
أخبار ساخنة

الاكتئاب: القاتل الصامت

أسباب الاكتئاب وسبل التعافي منه

لا زال البعض يعاني من مرض الاكتئاب والذي أطلق عليه اسم "القاتل الصامت"، لأنه يؤثر على حياة الإنسان بشكل كبير؛ على أدائه اليومي وعلى علاقاته الاجتماعية، وعلاقته بنفسه. 

الاكتئاب القاتل الصامت

فلِما يؤثر الاكتئاب على المصاب به إلى هذه الدرجة، ولماذا يسمى بالقاتل الصامت؟. 

هذا ما سوف نتحدث عنه في هذا المقال المتواضع.


ما هو مرض الاكتئاب

هو حالة من الضلالات الفكرية التى تجعلك تنظر للأمور والحياة بنظرة تشاؤمية و سوداوية مما ينعكس على رؤيتك لنفسك وللمجتمع.


بالإضافة إلى احتقار الذات والتقليل منها حتى تنعدم ثقتك في نفسك وفي الأخرين، مما يساعد على تعزيز الرغبة في الهروب من الواقع من خلال الإنعزال عن الناس.



وتظل تهيمن تلك الأفكار على عقلك حتى تظن بأنها صحيحة، فمرض الإكتئاب يجعلك أسيرا لأفكارك المضللة مما يؤثر على صحتك العقلية والنفسية فتنغمس في حالة من الحزن الشديد مما يؤثر على أدائك اليومي وعلى علاقتك بالأخرين.


فالاكتئاب يجعلك في صورة باهتة وضعيفة وهزيلة والتى تخلق لك تدريجيا أفكارا سلبية و انتحارية.


وهي أيضا حالة اضطرابية مزاجية والتى بدورها تُحدث تدنِ في الحالة المزاجية لدى الإنسان مما تفقده الرغبة في القيام بفعل أي شيء سواء واجباته الاجتماعية أو المهنية أو العائلية. 


وأيضا يفقد الفرد القدرة على الاستمتاع  بالأشياء التى تعد مصدر سعادة بالنسبة له.


وقد يتفاقم مرض الاكتئاب كلما انغمس فيه الإنسان إلى درجات أكثر خطورة، وقد يؤدي به إلى التفكير في الانتحار والرغبة في الموت.


ماهي أسباب مرض الاكتئاب

تتعدد أسباب هذا المرض باختلاف المسببات، فلا يوجد سبب محدد لمرض الاكتئاب. 


فقد يكون السبب بيئيا أو عضويا أو جينيا أو قد يكون نتيجة خلل في كيمياء الهرمونات التي ينتجها  المخ أو قد يكون اختيارا أو نتيجة عوامل اقتصادية، وهذا ما سنوضحه فيما يلي:



•  العوامل البيئية

تتمثل العوامل البيئية في الظروف المحيطة بنا والبيئة التى نعيش فيها والأشخاص المحيطين بنا لأن هذا ينعكس على تكوين شخصيتنا وسلوكنا وحتى طريقة تفكيرنا.


فإذا كانت البيئة غير صالحة للعيش فيها نتيجة لما يتعرض له الإنسان من أفعال مُسيئة تجاهه كالعنف والتربية والمشاكل الاجتماعية والنفسية ومشاكل الانفصال.


كل هذا يجعله أكثر عرضة لمرض الاكتئاب نتيجة لكره الواقع الذي يعيش فيه مما يجعله يريد الهروب منه والذي بدوره يؤدي به إلى الاكتئاب.


•  العوامل العضوية

تتمثل هذه العوامل في المشاكل الصحية التى تجعلنا أكثر عرضة للإصابة حيث أن وجود خلل أو مشكلة عضوية قد يؤثر على معدل الإفرازات واختلال كيمياء المخ، 


وبالتالي تؤدي إلى الشعور بالاكتئاب كحدوث خلل في وظائف الغدة الدرقية ونقص العناصر الأساسية التى يحتاجها الجسم بشكل يومي كالفيتامين "د"، 


والذي بدوره يزيد من ارتفاع معدل نسبة السيروتونين في المخ مما يجعلنا أكثر عُرضة للإصابة وغيرها من الفيتامينات والمعادن.


•  العوامل الجينية

والتى تكون نتيجة خلل في الهرمونات والجينات نتيجة لأمراض وراثية أو التعرض مُسبقا لمرض الاكتئاب أو إصابة أحد أفراد العائلة بالمرض مما يزيد من فرص إصابتنا به، 


كما أن خلل الجينات يلعب دورا مهما في زيادة مستوى الهرمون عن المعدل الطبيعي أو العكس كزيادة هرمون الذكورة في الأناث أو العكس، والذي يعزز من فرص الإصابة  بمرض التوحد، الوسواس القهري، الاضطرابات الذهنية وغيرها.


•  العوامل الاختيارية

قد تصيبك الدهشة من العوامل الاختيارية لأن مرض الاكتئاب مثل أي مرض ولكن ما يشكل فرقا هو كونه مرض إختياري، نتيجة لما يحدث في حياتنا اليومية من المواقف الحياتية واليومية والأجتماعية، 


فكل هذا ينعكس علينا من حيث تصديقنا لما يُقال عن أنفسنا من الآخرين بسلبية أو ما نتعرض له، فيقوم عقلنا بتصديقها مما يجعلنا ندخل في صراعات داخلية نتيجة لإفتراضاتنا الخاطئة عن أنفسنا ومما يؤدي بنا إلى مرض الاكتئاب، 


فنحن من نختار ما يُحزننا نِتاج ما يستقبله عقلنا وحيال ما يقوله عنا الأخرين.


•  العوامل الأقتصادية

في ظل التغيرات التى تواكب العصر وكثرة المتطلبات وزيادة الاستهلاك، وكذلك غلاء الحياة المعيشية من حيث تزايد الأسعار وزيادة الاحتياجات وكثرة المسئوليات والواجبات نحو أنفسنا وتجاه الأخرين، 


بالإضافة للظروف السياسية والصراعات بين الدول والتى تؤثر علينا من الناحية السياسية والاقتصادية، أحوال البلاد الغير مستقرة والذي بدوره يزعزع الأمن العام وينشر الخوف لدى المواطنين، 


كل هذه الأسباب تجعلك تحت ضغط نفسي وعصبي مما يجعلك أكثر عُرضة لمرض الأكتئاب، 


ذلك أن هذه العوامل تجعلك في حالة من الحزن الشديد والتفكير الزائد من تفاقم الأمور وعدم تحسن الأوضاع، 


والتى تُنشئ بداخلك حالة من الصراع الداخلي مما يعزز من سوء حالتك النفسية والإصابة بمرض الاكتئاب.


أعراض مرض الاكتئاب

تتفاوت الأعراض من شخص لآخر باختلاف الأسباب والمسببات، لأن العلاج يقتصر على الأعراض التى يشعر بها المريض، 


وبناء على تلك الأعراض تختلف طرق العلاج لأن طريقة علاج مرض الاكتئاب ليست موحدة على الأطلاق، وأعراض مرض الاكتئاب تتمثل في الأتي:


  • فقدان الشغف
  • الميل إلى الأنعزال، والبعد عن التجمعات
  • التفكير الزائد في ما مضى
  • تناول الأدوية المسببة للأعراض الجانبية كمرض الأكتئاب، القلق،... إلخ
  • تعاطي المواد المخدرة
  • الفراغ
  • عدم الرغبة في فعل المهام اليومية
  • ضعف التركيز
  • وهن في الجسد
  • التعب المزمن
  • آلام جسدية متفرقة
  • الصداع المزمن
  • تشوش في الرؤية
  • الإحساس بالذنب دائما
  • جلد الذات
  • تأنيب الضمير
  • إنعدام الطاقة
  • الشعور بالخزي والعار


طرق علاج الاكتئاب 

يعد الاكتئاب إحدى الاضطرابات النفسية الشائعة، وله عدة طرق للعلاج. أحد أهم الخيارات هو: 


العلاج بالأدوية 
حيث توصف الأدوية المضادة للاكتئاب لمساعدة في استعادة التوازن الكيميائي في الدماغ. تلعب المشورة النفسية دورًا حيويًا أيضًا، حيث يتم توجيه المريض نحو فهم أعمق لأسباب اكتئابه وتعلم مهارات التعامل معه.

العلاج النفسي
يشمل العلاج السلوكي والعلاج الواجبي والعلاج الاستنادي إلى المعرفة، وهو يهدف إلى تغيير الأنماط السلبية في التفكير والسلوك. الاستشارة النفسية تساعد أيضًا على بناء شبكة دعم اجتماعي وتعزيز التواصل الاجتماعي.


بالإضافة إلى ذلك، ممارسة النشاط البدني والالتزام بنمط حياة صحي يمكن أن يلعبا دورًا مهمًا في التعافي من الاكتئاب. الرعاية الذاتية والاهتمام بالتغذية والنوم الجيد تعزز العلاج أيضًا.

لتحقيق أفضل نتائج، يُفضل استشارة أخصائي نفسي أو طبيب نفسي لتقديم الدعم وتوجيه العلاج الأمثل بناءً على احتياجات كل فرد. 


تجمع هذه الطرق المتعددة للعلاج بين الجوانب البيولوجية والنفسية والاجتماعية للمساعدة في تخفيف أعراض الاكتئاب وتحسين نوعية الحياة.

إذا كنت لا تزال تعاني من مرض الاكتئاب فلا تستهن بذلك، وسارع إلى طلب المساعدة من الطبيب المختص أو من المقربين إليك.

google-playkhamsatmostaqltradent