قواعد ومعايير اختيار الصديق الصالح
مرحبا عزيزي القارئ، كيف حالك أتمنى أن تكون بخير.
كيف تختار صديقك؟ وما هي معايير اختيار الصديق الصالح؟
ذلك ما سنجيب عليه في هذا المقال فاقرأه حتى النهاية!
الإنسان كائن اجتماعي
لا شك أن الإنسان كائن اجتماعي بطبعه لذلك ترى الشباب خاصة يسعون إلى أن تكون لهم علاقات وصداقات وأصحاب وأحباب؛ يأنسون إليهم في وقت فراغهم ويساعدونهم عند شدتهم ويستشيرونهم فيما يلم بهم، وهذا أمر قد جبلت وفطرت عليه النفس البشرية، فلا يمكن لها أن تنفك عنه.
ومن البديهي أن الناس يختلفون في اختيار الصديق والجليس باختلاف افكارهم وآرائهم وطبائعهم وعاداتهم وميولهم.
قواعد وأسس اختيار الصديق الصالح
نتيجة لتأثير الصديق وخطورته البالغة على الإنسان، يجب وضع ضوابط وقواعد صارمة لاختياره، لئلا يتعرض الإنسان للأذى والمشاكل.
يحذر القرآن الكريم من صديق السوء، مشددًا على أهمية اختيار الأصدقاء بحذر وفق مواصفات معينة.
فقد ورد في القرآن: "وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنْسَانِ خَذُولًا".
فلنتأمل كيف كان هذا الصديق الخليل سببًا في دخول هذا الإنسان عذاب الله، وبعده عن رحمته.
ليس كل الأصدقاء على درجة واحدة بل إنهم يختلفون؛ فبعضهم أنت بحاجة له دائما وهذا أخطرهم، وبعضهم تفرضه عليك الظروف وطبيعة الحياة وإن كنت لا تريده، وبعضهم شر ووبال عليك، وفي ذلك يقول ابن القيم رحمه الله:
الأصدقاء هم ثلاثة: أحدهم كالغذاء الذي لا بد منه، والثاني كالدواء الذي يحتاج إليه في أوقات معينة، والثالث كالداء الذي لا يحتاج إليه أبدًا.
قال أحد السلف: (الأخ الصالح خير لك من نفسك، لأن النفس تأمر بالسوء، والأخ الصالح لا يأمر إلا بالخير).
ويقول الإمام الشافعي رحمه الله: ( لولا القيام بالأسحار وصحبة الأخيار ما اخترت البقاء في هذه الدار.
معايير اختيار الصديق الصالح
أسس الإسلام العلاقة الاجتماعية على المثل والفضيلة وعلى رعاية الأخوة بين المؤمنين، وحفظ حقوقهم وحريتهم الشخصية وأعراضهم وأموالهم..
ولأهمية الصداقة والأخوة في الإسلام أنزل الله سبحانه وتعالى هذه الآيات:
قال تعالى : (إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون)
ولأهمية اختيار الصديق الصالح أخبرنا الرسول عليه الصلاة والسلام بصفات جليس السوء، حيث قال:
( إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحا خبيثة).
ومن الأمثلة الجيدة على أهمية اختيار الصديق الصالح ما نراه عند الناس الناجحين في حياتهم العلمية والعملية حيث أنهم وفقوا فاختيار الجليس الصالح، فنجحوا في جميع أمورهم، ولعل هذا يدعوك إلى أن تبحث عن الشخص الذي يتصف بتلك الصفات لتتخذه صديقا لك.
وفي الختام تذكر أن قضية الصحبة قضية دين وليست دنيا فقط وتأمل ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
الرجل على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل.
تذكر هذا القول: قل لي من تعاشر أقل لك من أنت.
وفي الثقافة المغربية مثل يقول: ( مع من شفتك مع من شبهتك ).
هكذا نكون قد وصلنا إلى نهاية الموضوع، فدعني أقول لك شكرا على القراءة والسلام عليكم،
لكن إذا أعجبك الموضوع وتريدني أن أتحدث عنه أكثر فأخبرني في التعليقات، وإذا كنت تريدني أن أتحدث عن موضوع معين أخبرني أيضا.