recent
أخبار ساخنة

التناص: مفهومه،أنواعه وأهميته

كيف يصنع التناص نصًا لا يُنسى

يعتبر التناص أسلوبًا فنيًا، تستخدم فيه المصطلحات والموضوعات السابقة لإيصال المعنى المراد إلى القارئ، سواء بطريقة مباشرة عن طريق الرابط المباشر بين النصوص، أو غير مباشرة من خلال التشابه أو الاستعارة. 



التناص :مفهومه،أنواعه وأهميته

مفهوم التناص

يعرِّفُ التناص على أنه فسيفساء من النصوص حيث يأخذ نص من نص أو نصوص أخرى، وقيل أنه لا أحد منا يسلم منه إلا سيدنا آدم عليه السلام. 


يُعرف التناص باستحضار ذكرى أو صورة النص الأدبي السابق بطريقة تدعم الفكرة أو الموضوع الذي يتم التناص به. 


يتضمن التناص استخدام المصطلحات والموضوعات السابقة لإيصال المعنى المراد إلى القارئ، سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.

هل التناص هو الاقتباس؟


عندما نتحدث عن الاقتباس في الأدب، فإننا نشير إلى استخدام جزء محدد من نص آخر وإدراجه في نص جديد دون تعديل كبير على المحتوى الأصلي. 


وعادة ما يتم توضيح المصدر وإشارة إلى الكاتب الأصلي.


أما التناص، فهو أكثر اتساعًا ومرونة. يمكن استخدام الأفكار والمفاهيم الموجودة في نص آخر بطريقة مبتكرة ومختلفة، دون الحاجة لاستخدام جزء محدد من النص. 


وعندما يتم استخدام التناص في الأدب، فإنه يتم تغيير الشكل والسياق والأسلوب والغرض من النص الأصلي لإنتاج عمل فني جديد.


باختصار، الاقتباس يركز على استخدام جزء محدد من النص الأصلي، في حين أن التناص يركز على استخدام الأفكار والمفاهيم بطريقة مبتكرة ومختلفة.


هل التناص نوع من السرقة الادبية؟

يعتبر التناص واحدًا من الأساليب الأدبية التي تستخدم لإعادة استخدام الأفكار والمفاهيم الموجودة في نص آخر بطريقة مبتكرة ومختلفة. 

وعلى عكس السرقة الأدبية، فإن التناص لا ينطوي على سرقة أي جزء من النص الأصلي أو انتهاك حقوق النشر. 

بل يتم استخدام الأفكار والمفاهيم الموجودة في النص الأصلي لإنتاج عمل جديد يحمل بصمة المبدع الجديد.

وعادة ما يتم القيام بالتناص بموافقة صاحب النص الأصلي، حيث يكون هناك اتفاق بين الكتّاب أو المبدعين على إعادة استخدام الأفكار والمفاهيم. 

وفي بعض الأحيان، يتم استخدام التناص دون الحاجة لموافقة صاحب النص الأصلي، خاصة إذا كان النص الأصلي قد أصبح جزءًا من الثقافة العامة والتراث الأدبي.

بالتالي، يمكن القول إن التناص ليس نوعًا من السرقة الأدبية، بل هو عمل فني يستند إلى الإبداع والابتكار، ويساهم في إثراء التجربة الأدبية وتوسيع دائرة المعرفة والفهم الثقافي.

هل استخدام أفكار مؤلف آخر لا يعتبر سرقة؟

وهنا يتبادر إلى ذهنك أيها القارىء العزيز سؤالا مفاده: ألا يعتبر استخدام أفكار مؤلف آخر سرقة؟ الجواب: قد لا يعد سرقة إذا تم بطريقة شرعية احترم فيها الكاتب حقوق الملكية الفكرية، كما أن الكثير من الأفكار تعد من الملكية العامة ويمكن استخدامها بحرية دون الحاجة إلى الحصول على إذن أو موافقة من صاحب الحقوق.

ومن الضروري الإشارة إلى المصدر وذكر اسم المؤلف وعنوان النص المستقى منه إذا تم استخدام أفكاره في نص جديد. 

وفي حال استخدام أفكار محمية بحقوق الملكية الفكرية، يجب الحصول على إذن من صاحب الحقوق أو شراء حق الاستخدام.

كيف يحدث التناص بين النصوص المختلفة؟ 

ويمكن أن يحدث التناص بين النصوص المختلفة بطرق مختلفة، مثل الإشارة إلى نصوص سابقة، أو الاستعانة بنماذج أدبية مشتركة، أو الاقتباس من نصوص أدبية مختلفة وإدخالها في عمل جديد.

بالإضافة إلى ما ذكرت، يمكن أن يحدث التناص بين النصوص المختلفة من خلال الارتباط الثقافي والتاريخي الذي يجمع بينها. 

يعني ذلك أن المعاني والقيم التي تنقلها النصوص قد تتأثر بالثقافة والتاريخ والتجارب المشتركة للشعوب والمجتمعات.


أنواع التناص في الأدب 


وبالنسبة لأنواع التناص، فهي تختلف بشكل كبير حسب طبيعة النص والموضوع الذي يتحدث عنه. ومن بين أهم هذه الأنواع:

1- التناص الحرفي: يشمل التداخل بين الحروف والكلمات المختلفة في العمل الأدبي، حيث يتم استخدام الحروف والكلمات بشكل دقيق ومتقن لتحقيق تأثيرات لغوية وشعرية.

2- التناص السمعي: يتضمن استخدام الأصوات والألفاظ المختلفة لتعزيز الفكرة أو الموضوع الذي يتحدث عنه النص.

3- التناص البصري: يشمل توظيف الصور والأشكال والرموز المختلفة لتعزيز الفكرة أو الموضوع الذي يتحدث عنه النص.

4- التناص الرمزي: يتجلى في استخدام الرموز والمجازات، حيث يتم استخدامها بشكل مباشر أو غير مباشر لتحقيق تأثيرات فنية ولغوية معينة، مثل الرموز الدينية والثقافية والتاريخية.

5- التناص التاريخي: يشمل استخدام الأحداث التاريخية والشخصيات الهامة لتعزيز الفكرة أو الموضوع الذي يتحدث عنه النص.

6- التناص الثقافي: يتضمن استخدام المفاهيم والأفكار والمعتقدات التي تميز ثقافة معينة لتعزيز الفكرة.


التناص :مفهومه،أنواعه وأهميته
التناص :مفهومه،أنواعه وأهميته

أهمية التناص في الأدب

 في عالم الأفكار المتداخلة والروحانيات المتشابكة، تتشكل لحظات التناص كألوان قوس قزح ترسم لوحة تعبيرية فريدة تنبض بالحياة والإلهام.

وكما سلف الذكر فإن التناص يعتبر من الأساليب الأدبية الأساسية، والتي تساعد على إيصال المعاني والأفكار بطريقة جذابة وممتعة للقارئ. 

ومن أهم مميزاته:

1- إضافة العمق والتأثير

يضيف التناص عمقا للنص، ويجعله أكثر تأثيرًا على القارئ، حيث يتم تعزيز المعنى المراد إيصاله بطريقة أكثر قوة وجاذبية.

2- تسهيل فهم النص

يساعد التناص على تسهيل فهم النص والمعنى المراد إيصاله، حيث يستخدم الكاتب الصور والأشكال والألفاظ المعروفة سابقا لجعل المعنى أكثر وضوح.

3- إضافة الجمالية للنص

يعمل التناص على إضافة الجمالية للنص، حيث يستخدم الكاتب الصور والألفاظ الجميلة والمميزة لجعل النص أكثر جاذبية للقارئ.


باختصار، فإن التناص يعد من الأساليب الأدبية الأساسية، والتي تعمل على تعزيز الفكرة أو الموضوع الذي يتحدث عنه النص، وجعله أكثر تأثيرًا وجاذبية للقارئ، ويوجد الكثير من أنواع التناص. 

author-img
نعيمة

تعليقات

4 تعليقات
إرسال تعليق
  • غير معرف26 يوليو 2023 في 6:57 م

    من كاتب هذا المقال ؟

    حذف التعليق
  • غير معرف23 ديسمبر 2023 في 12:15 ص

    يعطيك العافية : هل من مراجع كتب او أوراق

    حذف التعليق
    • حقيبة الذكرى23 ديسمبر 2023 في 6:42 م

      الله يعافيك وشكرا على تعليقك، مؤكد أن كل بحث خصوصا في مجال الأدب إلا وبحاجة إلى مراجع، ومراجع هذا المقال إلكترونية وبصرية بحتة، ولم تتم الإشارة إليها لأنني اطلعت عليها منذ وقت طويل ولكن احتفظت بأفكارها وأردت أن أشاركها معكم..

      حذف التعليق
      google-playkhamsatmostaqltradent