لازلنا مع موضوع العيد ولكن سنتناوله اليوم من منظور مختلف.
في البداية لا بد أن نشير الى معنى العيد فهو اسم مشتق من الفعل عاد والذي يدل على العودة والرجوع..
للمسلمين عيدين في السنة
عندما نتحدث عن الاحتفالات الدينية للمسلمين، نجد أن هناك عيدين رئيسيين يشكلان جزءًا مهمًا من تقاليد الإسلام: عيد الفطر وعيد الأضحى،وعيد الفطر هو أحد أهم الأعياد في الإسلام، يأتي بعد انتهاء شهر رمضان المبارك الذي يعتبر شهر الصيام والتوبة والغفران.
الاحتفال بعيد الفطر بين الأمس واليوم
الاحتفال بعيد الفطر في الماضي
في الماضي القريب كان الاحتفال بالعيد يتضمن العديد من الأنشطة التقليدية مثل تزيين المنازل والشوارع بالأضواء والورود، والتوجه إلى المساجد لأداء صلاة العيد والاستماع إلى خطبة الإمام.
وكانت الأزقة تعج بالأطفال والشباب الذين يخرجون للاحتفال بالعيد، وكان الجو مليئاً بالحماس والفرح حيث كان الناس يتبادلون التهاني والتبريكات بالعيد ويتبادلون الهدايا والحلوى..
ظل العيد في ذلك الزمن الجميل يتميز بالتواصل الاجتماعي الوثيق، حيث كان الناس يجتمعون ويحتفلون معًا ،ويتشاركون القصص والأخبار ويتحدثون عن تجاربهم وذكرياتهم المرتبطة بالعيد.
كانت فعلا أجواء مفعمة بالفرح والحيوية والنشاط، ولها طعم خاص ومميز.
الاحتفال بعيد الفطر في الحاضر
في عصرنا الحاضر ؛عصر التكنولوجيا، فقد طرأت تطورات في الاحتفال حيث أصبح الناس يتبادلون التهاني والتبريكات عبر وسائل التواصل الاجتماعي مثل التطبيقات الخاصة بالتراسل الفوري.
كما يمكن للأفراد استخدام الإنترنت للبحث عن الأفكار والطرق الجديدة للاحتفال كمشاركة الصور والفيديوهات الخاصة بالمناسبة مع الأصدقاء والعائلة في أي مكان في العالم.
علاوة على ذلك يمكن للأفراد الاستفادة من التكنولوجيا لشراء الهدايا عبر الإنترنت، والحصول على الخدمات اللوجستية لتوصيلها إلى المستلمين بدلاً من الذهاب إلى المحلات التجارية.
ورغم أن التكنولوجيا قد جلبت العديد من المزايا في هذا الشأن، إلا أنها قد أثرت سلبًا على العلاقات الاجتماعية بين الأفراد، حيث أدى الاستعمال المفرط للأجهزة الإلكترونية في الاحتفال إلى تراجع التواصل الشخصي المباشر بين الأفراد والتفاعل الاجتماعي مع الآخرين، وبالتالي أدت إلى الشعور بالعزلة وضعف العلاقات الإنسانية.
قد يحملنا الحنين والشوق إلى تلك الأيام الخالية حينما كان للعيد طعما مختلفا وفرحة فريدة رغم بساطة الحياة حيث كان يتميز بروح المشاركة والتفاعل الاجتماعي وتبادل الهدايا والحويات، وكان يستغرق عدة أيام، ويشتمل على العديد من التقاليد والعادات المميزة.
أما في الوقت الحاضر، فقد تغيرت العادات والتقاليد والبعض منها في طريقه للاندثار والانقراض بسبب التكنولوجيا وتطور الحياة الاجتماعية.
ومع ذلك، فإن العيد الحالي يمكن أن يكون مميزًا أيضًا بطريقته الخاصة، فالتكنولوجيا قد أتاحت فرصًا جديدة للتواصل والتفاعل والاحتفال، مثل إرسال الرسائل والتهاني والهدايا الرقمية، ومشاركة الصور والفيديوهات مع الأهل والأصدقاء.
في الحقيقة، رغم التغير السريع الذي تشهده مجتمعاتنا العربية والإسلامية والتطور المهول الذي عرفه مجال التكنولوجيا وتأثيره على حياتنا فلا زالت الاحتفالات العائلية والاجتماعية موجودة وحاضرة، غير أنه يمكننا الآن التواصل مع الأصدقاء والعائلة في جميع أنحاء العالم عبر الهاتف ووسائل التواصل الاجتماعي، مما يوسع دائرة احتفالنا بالعيد ويسهل تواصلنا..
كما أنه في زمننا الحاضر، يمكن للأشخاص الحصول على الهدايا التي يرغبون فيها من خلال التسوق عبر الإنترنت، وهذا يوفر الوقت والجهد في البحث عنها عبر المتاجر التقليدية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن التقنية المتقدمة تساعد على تسهيل الحياة اليومية خلال العيد، مثل المساعدة في تحضير الطعام وتنظيم الاحتفالات وحتى في إدارة المال والمصروفات خلال فترة العيد.
