recent
أخبار ساخنة

النقد العربي القديم: مفهومه وقضاياه

النقد العربي القديم وقضاياه: تطور المناهج وأبرز الإشكالات 


يعود تاريخ النقد الأدبي إلى فترة قديمة في العالم العربي وهي فترة عصر الجاهلية لكن مناهجه وأساليبه تطورت على مر العصور.

النقد العربي القديم مفهومة وقضاياه

مفهوم النقد الأدبي

النقد الأدبي يعبر عن عملية وصفية تبدأ بعد العملية الإبداعية وتهدف إلى فهم وتحليل الأعمال الأدبية للكشف عن مواطن الجودة والرداءة فيها. 

يُطلق على الشخص الذي يمارس النقد اسم "الناقد"، وهو من يكشف عن العناصر الصحيحة والأصيلة في النص ويميزها عن العناصر الزائفة والمصطنعة. 

فيما بعد، تطورت المناهج والأساليب النقدية وأصبح "الناقد" يقوم بأدوار متعددة مثل الوصف والتفسير والتأويل والكشف والتحليل والتقويم.


مفهوم المنهج النقدي

  • المنهج النقدي هو الأسلوب الذي يتبعه الناقد في تحليل وقراءة النص الأدبي. 
  • يعتمد المنهج على تصورات نظرية وفلسفية معينة تُطبق على النص لفهمه بعمق. 
  • يتضمن المنهج مجموعة من الفرضيات والأهداف والغايات التي تقود إلى تحليل النص بشكل علمي. 
  • يختلف المنهج النقدي من ناقد إلى آخر وقد يرتبط بالنظريات النقدية المختلفة مثل المنهج البنيوي والمنهج النفسي والمنهج التأويلي، وغيرها.


مناهج النقد العربي القديم 

يتميز النقد القديم بأحكام انطباعية وذوقية وعفوية تقوم على الذوق والتأثير الشخصي للناقد، وقد ركز النقاد الجاهليون على تقدير الشعراء وتقييم قصائدهم تبعا لانطباعاتهم الخاصة. 


ومع مرور الزمن، تطور النقد العربي وتنوعت مناهجه مع النقاد الكبار مثل ابن قتيبة والجمحي والأصمعي والمفضل الضبي.


وفي العصور اللاحقة، ازداد التطور في المناهج النقدية وتفصيل القوانين والمعايير المستخدمة في النقد الأدبي حيث ظهرت الأسس الفلسفية والأخلاقية والدينية في عمليات النقد، وبدأ النقاد في استخدام منهجيات معقدة لفهم الأعمال الأدبية بمزيد من العمق والتفصيل.


النقد الأدبي إذن هو عملية حيوية تسهم في فهم الأعمال الأدبية واستخلاص المعاني العميقة منها، ولقد تطورت المناهج النقدية عبر العصور وازدادت تعقيدًا وتنوعًا مع تطور النقاد والفلسفات النقدية.


أبرز قضايا النقد العربي القديم 

تناول النقد العربي القديم مجموعة من القضايا النقدية؛ منها قضية اللفظ والمعنى، وقضية السرقات الشعرية، وقضية أفضلية الشعر على النثر، وقضية الإعجاز القرآني، وقضية عمود الشعر العربي، وقضية المقارنة والموازنة على غرار الآمدي والصولي. 


كما تم التطرق إلى قضية بناء القصيدة لدى ابن طباطبا وابن قتيبة، وقضية الفن والدين لدى الأصمعي والصولي وغيرهما.


وتم أيضًا التفكير في قضية التخييل الشعري والمحاكاة والتي تم طرحها من قبل فلاسفة النقد مثل الكندي والفارابي وابن سينا وابن رشد والقرطاجني وابن البناء المراكشي والسجلماسي.



في عصر الانحطاط، شهد النقد العربي انحسارًا في نشاطه حيث تركز على التجميع وكتابة التعليقات والحواشي، وقد كان ذلك واضحًا في أعمال كبار النقاد مثل ابن رشيق القيرواني في كتابه "العمدة" وابن خلدون في "مقدمته".

google-playkhamsatmostaqltradent