سرّ أخطر كتاب في العالم: إذا فتحته... قد تموت!
في زمنٍ لم تكن فيه معايير السلامة مفهومة كما اليوم، ظهر كتاب غريب أثار الرعب والدهشة معًا. كتابٌ لم تُكتب صفحاته بالحبر فقط، بل بمادة قاتلة يمكن أن تودي بحياة من يلمسه. إنه كتاب ظلال من جدران الموت (Shadows from the Walls of Death)، أحد أكثر الكتب غموضًا وخطورة في التاريخ.
ما هو هذا الكتاب الغريب؟
أُلِّف هذا الكتاب سنة 1863 على يد الكيميائي والطبيب الأمريكي روبرت كلارك كيدزي، عضو مجلس الصحة في ولاية ميشيغان. الكتاب ليس رواية ولا كتاب خيال علمي، بل عمل تحذيري صادم، يحتوي على 86 عيّنة أصلية من ورق الحائط السام، الذي كان يُستخدم في تزيين المنازل آنذاك.
نعم، الصفحات ليست مطبوعة بالكلمات فقط، بل هي عينات حقيقية من ورق ملوّن بصبغات تحتوي على مادة الزرنيخ، وهي من أشد المواد سمّية، وكانت تُستعمل قديمًا في صناعة الألوان، خاصة الأخضر الزاهي.
لماذا أُلف هذا الكتاب؟
كان الهدف من هذا الكتاب توعية الناس بمخاطر ورق الحائط الملوّن بالزرنيخ، والذي كان شائعًا في البيوت، حتى في غرف الأطفال، دون أن يدرك أحد مدى خطورته.
روبرت كيدزي لم يكن قاتلًا، بل عالِمًا يسعى لإنقاذ الأرواح، لذا قرّر أن يلفت الانتباه بخطوة جريئة: قام بجمع هذه العينات السامة، وأرفقها بكتابات علمية تحذيرية، ووزّع الكتاب مجانًا على المكتبات العامة في ولاية ميشيغان.
لكن النتيجة؟ أُتلفت معظم النسخ لاحقًا خوفًا من تسميم القراء، ولم يتبقَّ منها سوى أربع نسخ محفوظة بعناية شديدة!
أين توجد النسخ المتبقية؟
اليوم، توجد النسخ الأصلية الأربع في أماكن محمية، منها:
- جامعة ميشيغان
- جامعة ولاية ميشيغان
- كلية الطب بجامعة هارفارد
- المكتبة الوطنية الأمريكية للطب (وقد قامت برقمنته ونشره على الإنترنت مجانًا)
ويبلغ حجم النسخة الواحدة حوالي 22 × 30 إنشًا، ويتم حفظها داخل حاويات خاصة، مع تغليف كل صفحة على حدة.
هل يمكن قراءته بأمان؟
إذا فكرت في لمس هذا الكتاب، فعليك ارتداء قفازات وكمامة واقية، لأن مجرد استنشاق أو ملامسة الزرنيخ قد يكون خطرًا على حياتك!
أما النسخة الرقمية، فيمكن قراءتها عبر الإنترنت بأمان، دون أن تلمس شيئًا.
يمكن تحميل الكتاب ظلال من جدران الموت بصيغة pdf من خلال مكتبة الإنترنت المفتوحة Internet Archive
مفارقة مرعبة!
الغريب في الكتاب أن تصميمات ورق الحائط تبدو جميلة وهادئة، بل إن بعضها أنيق وجذّاب للغاية. لكن خلف هذا الجمال الظاهري يكمن موت صامت.
وهنا تكمن قوة الرسالة التي أراد كيدزي إيصالها:
ليس كل ما يزيّن جدران منازلنا آمنًا... أحيانًا، قد يختبئ السمّ في الزينة.
ظلال من جدران الموت ليس مجرد كتاب، بل صرخة من الماضي تحذرنا من الجهل والثقة العمياء في مظاهر الأشياء. كتابٌ قاتل بمحتواه، لكن نيّته كانت نبيلة، ورسالة مؤلفه لا تزال مؤثرة حتى يومنا هذا.
كتاب علمي، تاريخي، مرعب... لا يُنسى.
المراجع:
https://sarabic.ae/20160802/1019796735.html